كنا ومازلنا وسنظل من المطالبين بالاصلاح ومن المنادين لمطالب الشباب وعلى دعمهم بكل قوة.
حضرنا ساحة الإرادة عندما كانت المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة، وتركناها عندما طغت المصلحة الخاصة على المصلحة العامة وأصبح التسابق على من سيمسك الميكرفون ومن سيظهر على الشاشة ومن سيُكتب اسمه في وسائل الاعلام. تركناها عندما رأينا كل من هب ودب يُبرز ويُرَز في المقدمة لمجرد كسب رضاه وكسب أصوات ومؤيدين أكثر.
رفضنا مسيرة كرامة وطن لأننا نجهل من المسؤول والمدبر والشخص وراء حساب كرامة وطن ولكننا لم نهاجم أو نخون من خرج من الشباب لعلمنا بصفاء نيته وطهر دوافعه.
إلى أن بدأت هفوات الحساب الذي بدأ بدفع الشباب إلى التصادم مع قوات الأمن والتخلي عنهم اذا اشتد الأمر، حينها كان رؤوس المعارضة يتقهوون ويتعشون في الديوانيات والشباب يُضرب ويُعتقل بالشوارع ومن ثم المطالبة بمبيت النساء مما ينافي عاداتنا وتقاليدنا وديننا الحنيف. بدا واضحاً ان حساب كرامة وطن لا يهدف الى الاصلاح وانما الى استغلال حماس الشباب حتى يحتكوا بالسلطة فيسقط ضحايا مما يؤدي الى اشعال الوضع أكثر وتأزيمه.
عندها بدأنا التحذير منه أو الكشف عن من يديره على الأقل حتى يتحمل المسؤولية لا أن يلقيها على الشباب فقط ويبقى هو خارج الموضوع. بدأت مسيرة كرامة وطن بعشرات الآلاف وانتهت بالعشرات فقط مما يؤكد نفور المشاركين من الأحداث.
قاطعنا الانتخابات مع علمنا أنها مغامره ان فشلت فيستخسر المعارضة الكثير. سجلنا موقف في الانتخابات الأولى كمقاطعين ولكنها أجُريت ومن ثم أُبطلت وكأننا أعطينا فرصة لتصحيح خطأنا بالمقاطعة ولكن بتصميم واصرار يرجع للعناد فقط والتعلق في حلم أن تبطل المحكمة الدستورية مرسوم الانتخابات قررنا أن نقاطع مرةً أخرى فخسرنا وجودنا البرلماني وخسرنا معها كل صوت وفرصة لتصحيح المسار أو التأثير على الحياة السياسية.
عمر العناد ماجاب نتيجة فإمكانية إصلاح الخلل من خارج قبة البرلمان وبمناطحة السلطة من غير أي مسمى أو مكانة شبه مستحيلة. الحل بمراجعة شاملة للساحة السياسية وسحب البساط من جميع من أضر بالحراك الشبابي الصافي. الحل يكون بالعوده للساحة البرلمانية بوجوه جديدة لا تتبع نائبا سابقا أو معارضا بارزا. الحل بالحوار فمنطق "انطح الصوت بالصوت تسلم" يصلح لهوشات الحواري والشوارع ولا يصلح للساحة السياسية.
اضاءة:-
الاصلاح لا يأتي بيوم وليلة ولا بشهر وشهرين، الموضوع ليس بالبسيط والفساد لم يصل للعظم وحسب بل كسر العظم. محتاجين نبدأ من جديد ان لم نستطع اصلاح الهرم فلنحاول أن نبني الاساس الذي سيرتكز عليه الاصلاح وسنصل للهرم عاجلاً أم آجلاً.