الثلاثاء، 21 يناير 2014

قصة اصلاح سياسي. عطني اذنك

كنا ومازلنا وسنظل من المطالبين بالاصلاح ومن المنادين لمطالب الشباب وعلى دعمهم بكل قوة.
حضرنا ساحة الإرادة عندما كانت المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة، وتركناها عندما طغت المصلحة الخاصة على المصلحة العامة وأصبح التسابق على من سيمسك الميكرفون ومن سيظهر على الشاشة ومن سيُكتب اسمه في وسائل الاعلام. تركناها عندما رأينا كل من هب ودب يُبرز ويُرَز في المقدمة لمجرد كسب رضاه وكسب أصوات ومؤيدين أكثر. 

رفضنا مسيرة كرامة وطن لأننا نجهل من المسؤول والمدبر والشخص وراء حساب كرامة وطن ولكننا لم نهاجم أو نخون من خرج من الشباب لعلمنا بصفاء نيته وطهر دوافعه.
إلى أن بدأت هفوات الحساب الذي بدأ بدفع الشباب إلى التصادم مع قوات الأمن والتخلي عنهم اذا اشتد الأمر، حينها كان رؤوس المعارضة يتقهوون ويتعشون في الديوانيات والشباب يُضرب ويُعتقل بالشوارع ومن ثم المطالبة بمبيت النساء مما ينافي عاداتنا وتقاليدنا وديننا الحنيف.  بدا واضحاً ان حساب كرامة وطن لا يهدف الى الاصلاح وانما الى استغلال حماس الشباب حتى يحتكوا بالسلطة فيسقط ضحايا مما يؤدي الى اشعال الوضع أكثر وتأزيمه. 
عندها بدأنا التحذير منه أو الكشف عن من يديره على الأقل حتى يتحمل المسؤولية لا أن يلقيها على الشباب فقط ويبقى هو خارج الموضوع. بدأت مسيرة كرامة وطن بعشرات الآلاف وانتهت بالعشرات فقط مما يؤكد نفور المشاركين من الأحداث. 

قاطعنا الانتخابات مع علمنا أنها مغامره ان فشلت فيستخسر المعارضة الكثير. سجلنا موقف في الانتخابات الأولى كمقاطعين ولكنها أجُريت ومن ثم أُبطلت وكأننا أعطينا فرصة لتصحيح خطأنا بالمقاطعة ولكن بتصميم واصرار يرجع للعناد فقط والتعلق في حلم أن تبطل المحكمة الدستورية مرسوم الانتخابات قررنا أن نقاطع مرةً أخرى فخسرنا وجودنا البرلماني وخسرنا معها كل صوت وفرصة لتصحيح المسار أو التأثير على الحياة السياسية. 

عمر العناد ماجاب نتيجة فإمكانية إصلاح الخلل من خارج قبة البرلمان وبمناطحة السلطة من غير أي مسمى أو مكانة شبه مستحيلة. الحل بمراجعة شاملة للساحة السياسية وسحب البساط من جميع من أضر بالحراك الشبابي الصافي. الحل يكون بالعوده للساحة البرلمانية بوجوه جديدة لا تتبع نائبا سابقا أو معارضا بارزا. الحل بالحوار فمنطق "انطح الصوت بالصوت تسلم" يصلح لهوشات الحواري والشوارع ولا يصلح للساحة السياسية. 

اضاءة:-
الاصلاح لا يأتي بيوم وليلة ولا بشهر وشهرين، الموضوع ليس بالبسيط والفساد لم يصل للعظم وحسب بل كسر العظم. محتاجين نبدأ من جديد ان لم نستطع اصلاح الهرم فلنحاول أن نبني الاساس الذي سيرتكز عليه الاصلاح وسنصل للهرم عاجلاً أم آجلاً. 

الخميس، 16 يناير 2014

نتيجة التحليل

رمقته موظفة التحاليل الطبية بنظرة غريبة وهي تسلمه نتيجة التحليل الذي طلبه، أخذ الظرف المغلق ثم اتجه إلى سيارته. أراد أن يفتحه ليقرأ ولكنه يعلم انه لن يتحمل ان كانت النتيجة أنه مصاب بمرض الايدز فتوجه الى مكتبه ليقرأه.

كان قد عاد منذ عدة أسابيع من احدى الدول المشهوره بالفساد وقد عربد وفسد وفعل كل مايخطر على البال وأثناء عودته لبلده كان بجانبه بالطائره شخص لايعرفه سأله سؤالا اقشعر منه بدنه مما جعله يفكر بما فعل ويستعجل التحليل ونتيجته. قال له هل انت متأكد انك لم تصب بالايدز من افعالك؟ فالبلد مليء بالفتيات المصابات بهذا المرض.

 بعد ان لمست عجلات الطائرة أرض المطار وفُتح الباب كان أول شيء عمله التوجه لمختبر التحاليل لعمل الفحص قبل حتى ان يذهب لبيته. ظل مكتئبا وقلقا لعدة أيام في انتظار النتيجة وها هي الآن بين يديه.

 وصل للمكتب ودخله وأغلق الباب خلفه، جلس على الكرسي بجسد مهدود مثقل بالهموم والتفكير. ان جائت النتيجة ايجابيه بإصابته بالمرض فلن يستطيع العيش مع هذه الفضيحه فهو رجل صالح مشهور ومعروف وهكذا خبر سوف يدمر سمعته. مد يده للظرف وفتحه وهو يرتجف رن هاتفه النقال بنفس الوقت فالتفت اليه ولكنه لم يجب. أخرج الورقة المطوية ورن هاتفه مرة اخرى نظر اليه هل يجيب؟ لا ليس الآن فلديه أهم من المتصل. استمر هاتفه بالرنين بصورة ملحة ومزعجه ومتواصله ولكنه لم يرد. فتح الظرف وذهبت عيناه للنتيجة بسرعه واذا هي ايجابية تثبت اصابته بالمرض...

دارت به الأرض ولم يعد يشعر بأنفاسه اسودت الدنيا في وجهه ماذا يفعل الآن؟؟ المستقبل تحطم والسمعة تحطمت. بدأ يفكر بجنون والهاتف يرن بجنون لم ينقطع. قفزت في عقله فكرة مجنونة فهو لن يستطيع الحياة مع الفضيحة القادمة فقرر انهاء حياته. ذهب الى الخزنه فتحها بيد ترتجف أخرج مسدسه الصغير وضعه على رأسه وأطلق الرصاص. 


على الجانب الآخر كانت موظفة المختبر تحاول الاتصال به لتخبره انه أخذ نتيجة شخص آخر لا تخصه بالخطأ



الثلاثاء، 14 يناير 2014

مشاري وعايلة بوخالد والصبة

ابو خالد رجل عاقل وتكانه مثل مانقول بالكويتي، كافي خيره شره وطيب. متزوج وعنده ٦ عيال وساكن في بيت متواضع مع ان حالته المادية فوق الزينة. عنده شخص اسمه ابو مشاري يهتم في كل أمور حياته وموكله على كل شي. من تربية العيال والاهتمام بالبيت الى قيادة السيارة وتوصيل اهله لمشاويرهم. بومشاري كان رجل أمين ويحاول يسعد بوخالد واهله بكل طريقه، صحيح أحيانا مقصر ولكن ماكو انسان كامل وبوخالد واهله راضين فيه.
كبر بومشاري وبدا يبين عليه التعب وصار مايقدر يوفي كل التزاماته بالبيت فقرر يستعين بمشاري ولده يساعده. مشاري ماكان بذاك المستوى ولكن الجود من الموجود وماكان فيه افضل منه حسب وجهة نظر بومشاري علشان يساعده. بدا مشاري ياخذ صلاحياته ويشتغل ولكن تحت اشراف ابوه وبدا يتلزق ويتمصلح عند بوخالد وعياله لحد ما تمكن منهم.
 مع الوقت بدت تضعف صحة بومشاري لحد ماتغلب عليه المرض وانتقل لرحمة الله وانتقلت كل صلاحيات بومشاري الى مشاري ولده وصار هو المتحكم في كل شي. طلب مشاري من بوخالد انه يشتغل عنده رسمي بس بشروط اولا عقد عمل مدى الحياة غير قابل للفسخ وزيادة راتب وزيادة عدد اجازاته بالسنة. وافق بوخالد مجبورا لانه ماكان عنده شخص يحل محل بومشاري الا مشاري ومع انه كان متشائم منه ولكن قال يمكن الايام تغيره ويتعدل الوضع.
من استلم مشاري رسمي امور البيت وكل شي بدا بانحدار. بدا يهمل احتياجات البيت وصيانته وصار كل شي ناقص وقابل للانهيار بدا يهمل مواعيد بوخالد وعياله وصاروا يتأخرون بمراجعاتهم ودراستهم وحتى مواعيدهم الطبيه. بدا يطنش تصليح السياره والتشييك عليها وبلشت خراباتها وصارت قيادتها خطر. صار عيال بوخالد يتشكون من الوضع كل شي صار من اردى لأردى ولكن بوخالد ماعاد بيده شي العقد مدى الحياة ومشاري بيده كل شي بأمور البيت ولا يقدر يتصادم وياه وماله نيه يتعدل. زادت مخاوف بوخالد من الوضع وبدى يحس ان الوضع صار خطير، مع الحالة هذي اما البيت راح يطيح عليهم بسبب سوء الاهتمام او السيارة راح يصير لها حادث وتدش بصبة من قلة الصيانة او ان الله ياخذ امانته في مشاري يمكن يصير الوضع احسن.




ملاحظة:-
جميع أحداث القصة وأبطالها من وحي خيال الكاتب ولا تمت للواقع بصلة ولا بجزرة