الجمعة، 1 سبتمبر 2017

الرسالة

ارتفع رنين الهاتف النقال معلنا وصول رسالة جديدة. اخرج الهاتف من جيبه ورفعه ونظر الى المرسل كاد ان يفتح الرسالة ثم توقف، لم يشعر برغبة في قراءتها أو لهفة أو حتى فضول. أعاد الهاتف الى الطاولة مستغربا شعوره هذا!! فقبل عدة أشهر كان هو السباق لمراسلة المرسل ليل نهار، كانت الرسائل لا تتوقف في كل وقت وحين، ناهيك عن المكالمات واللقاءات. كان يفتح الرسالة قبل أن تصل وكان يجيب المكالمة قبل أن يتصل، أين ذهب هذا الشعور؟؟ أجاب في نفسه "الاهمال". الاهمال الذي تحول الى "شرهه" ثم زعل ثم غضب ثم برود ثم اعتياد. لم يظن أنه سيصل الى هذه المرحلة بعد ذلك القرب ولكن هذا ماحصل. 
رن الهاتف مرة اخرى معلنا وصول رسالة اخرى من نفس المرسل. فتحها هذه المرة وقرأ الرسالتان:- 
- وينك؟
- فقدتك.
كتبت اصابعه بصورة تلقائية وعفوية 
-بانتظارك....
- وانا افتقدك اكثر. 
ولكن توقف اصبعه عند زر الارسال ولم يضغطه. رجع ومسح رسالته، فكر قليلاً بمرحلة الاهمال الذي أدى الى الاعتياد، ابتسم ابتسامة مكسورة ثم كتب:-
- موجود لاهي بالدنيا واشغالها.
- ماتفقدين غالي. شكرا.
ارسل الرسالة و وحول هاتفه على وضع الصامت ووضعه في جيبه. ثم طلب قهوة سوداء كـ حظه السابق مُرّه كـ شعوره الآن..