الاثنين، 18 أغسطس 2014

المقهى



في طرف ذلك المقهى الصغير جاء النادل له بقدح القهوه ووضعه على الطاولة شكره بأدب ووضع قطعتي السكر وأخذ يحركهما ببطأ، رفع رأسه فوجدها تنظر تجاهه لم يكن متأكداً أنها تنظر إليه فتلك النظارة السوداء تخفي عيناها.
 نظر خلفه وتفاجأ انه لم يكن هناك أحد غيره اذن فهي بلا شك تنظر إليه. اطرق رأسه خجلاً واسترق النظرة إليها مرةً أخرى وتمتم بينه وبين نفسه ربااه ماهذا الجمال الرباني تلك الملامح الدقيقة والمرسومة، كيف لم ألحظها من قبل؟ أهي معجبه؟ بالتأكيد هي معجبه وربما كانت تأتي إلى هنا دائما مثله وتنظر إليه ولم ينتبه لها إلا اليوم.
ربما هي ملت من مجرد النظرات فعزمت أمرها ألا تبعد ناظريها عنه حتى ينتبه لها. تحرك ذلك الروميو الصغير في قلبه هل حقا أعجب بها وهو لم يلحظها إلا منذ دقائق؟؟ ربما هي مشيئة القدر وربما يكون هذا هو الحب من أول نظرة ربما هي زوجة المستقبل! ربما هي أم أبنائه القادمة! من يعلم المستقبل؟ لا أحد.
 أخذت الأفكار تجول وتصول في رأسه رسم خططا لهما وكتب أشعارا لها وصمم حفل الزواج واختار اسماء أبناءه وتخيلهم جميلين فكيف لا يكونون جميلين وأمهم سيدة الجمال؟؟
بينما هو في أحلامه وخططه جاء رجلٌ وهمس في أذنها بشيء، هل هو حبيبها؟؟ تباً فهكذا سيدة يجب ألا تأخذ الا جنتلماناً مثله، هكذا قال لنفسه.  أصابه الاحباط والسخط والحقد على هذا الرجل الذي لا يعرفه ولكنه قال لا بد من طريقه أصل بها إليها فنظراتها نظرات المعجبه وهي بلا شك تريده كما يريدها الآن. 
وقفت الفتاة الجميلة وأبعد الرجل الكرسي والطاولة من أمامها أخرجت عصاتها ومدتها تتحسس الطريق أمامها كي لاتصطدم بشيء، مشت بطريقها ببطئ حتى مرت بجانبه ولم تلحظه حتى فهي عمياء ياسادة نعم كفيفة البصر. انشل تفكيره وتوقف عقله عن العمل لدقائق، انهارت جميع أحلامه وخططه اختفى حفل الزفاف والحب والأطفال وانتحر روميو كبتاً. ارتشف قهوته التي أصبحت مره ربما من مرارة الموقف، نهض وأخذ معطفه وعزم ألا يدخل هذا المقهى مرةً أخرى وخرج. 

تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق